فصل: الجنة والنار

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **


 الجنة والنار

الجنة لغة‏:‏ البستان الكثير الأشجار‏.‏

وشرعًا‏:‏ الدار التي أعدها الله في الآخرة للمتقين‏.‏

والنار لغة‏:‏ معروفة‏.‏

وشرعًا‏:‏ الدار التي أعدها الله في الآخرة للكافرين‏.‏

وهما مخلوقتان الآن لقوله تعالى في الجنة‏:‏ ‏{‏أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ‏}‏‏[‏ سورة آل عمران، الآية‏:‏ 133‏.‏‏]‏‏.‏ وفي النار‏:‏ ‏{‏أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين‏}‏‏[‏ سورة البقرة، الآية‏:‏ 24‏.‏‏]‏‏.‏ والإعداد‏:‏ التهيئة‏.‏ ولقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين صلى صلاة الكسوف‏:‏ ‏(‏إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودًا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرًا قط أفظع‏)‏ متفق عليه‏[‏رواه البخاري، كتاب الكسوف ‏(‏70‏)‏، ومسلم، كتاب صلاة الكسوف ‏(‏907‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

والجنة والنار لا تفنيان لقوله‏:‏ ‏{‏جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا‏}‏ ‏[‏سورة البينة، الآية‏:‏ 8‏.‏‏]‏‏.‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا* إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا‏}‏‏[‏ سورة النساء، الآيتان‏:‏ 168، 169‏.‏‏]‏‏.‏وفي الأحزاب‏:‏‏{‏إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا* خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا‏}‏‏[‏ سورة الأحزاب، الآيتان‏:‏ 64، 65‏.‏‏]‏‏.‏وفي الجن‏:‏‏{‏وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا‏}‏‏[‏ سورة الجن، الآية‏:‏ 23‏.‏‏]‏ ‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الزخرف، الآيتان‏:‏ 74، 75‏.‏‏]‏‏.‏

 مكان الجنة والنار

الجنة في أعلى عليين لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ‏}‏‏[‏ سورة المطففين، الآية‏:‏ 18‏.‏‏]‏ وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث البراء بن عازب المشهور في قصة فتنة القبر‏:‏ ‏(‏فيقول الله عز وجل‏:‏ اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض‏)‏‏[‏ رواه أحمد ‏(‏4/287، 288‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

والنار في أسفل سافلين لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ‏}‏‏[‏ سورة المطففين، الآية‏:‏ 7‏.‏‏]‏‏.‏ وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث البراء بن عازب السابق‏:‏ ‏(‏فيقول الله تعالى‏:‏ اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى‏)‏‏.‏

 أهل الجنة وأهل النار

أهل الجنة كل مؤمن تقي لأنهم أولياء الله، قال الله تعالى في الجنة‏:‏ ‏{‏أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ‏}‏‏[‏ سورة آل عمران، الآية‏:‏ 133‏.‏‏]‏‏.‏ ‏{‏أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ‏}‏‏[‏ سورة الحديد، الآية‏:‏ 21‏.‏‏]‏‏.‏

وأهل النار كل كافر شقي، قال الله تعالى في النار‏:‏ ‏{‏أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة، الآية‏:‏ 24‏.‏‏]‏‏.‏ ‏{‏فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ‏}‏ ‏[‏سورة هود، الآية‏:‏ 106‏.‏‏]‏‏.‏

 ذبح الموت

الموت زوال الحياة، وكل نفس ذائقة الموت، وهو أمر معنوي غير محسوس بالرؤية، ولكن الله تعالى يجعله شيئًا مرئيًا مجسمًا ويذبح بين الجنة والنار؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي منادٍ‏:‏ يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول‏:‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم، هذا الموت وكلهم قد رآه، ثم ينادي‏:‏ يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول‏:‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم، هذا الموت‏.‏ وكلهم قد رآه‏.‏ فيذبح‏.‏ ثم يقول‏:‏ يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت‏)‏‏.‏ ثم قرأ‏:‏ ‏{‏وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‏}‏ ‏[‏سورة مريم، الآية‏:‏ 39‏.‏‏]‏‏.‏ أخرجه البخاري في تفسير هذه الآية ‏[‏‏"‏صحيح البخاري‏"‏، كتاب التفسير ‏(‏4730‏)‏‏.‏‏]‏ ، وروى نحوه في صفة الجنة والنار من حديث ابن عمر مرفوعا ‏[‏‏"‏صحيح البخاري‏"‏، كتاب الرقاق ‏(‏6548‏)‏‏.‏‏]‏ ‏.‏